رأى راء أول أعمال ابن عربي باللغة الفرنسية عام 1991 في مكتبة دمشقية واشتراه لسحر عنوانه (كتاب الفناء في المشاهدة). وفيه يُكفّر ابن عربي الفلاسفة والمتكلمين لأنهم لا يأخذون بالقرآن كله، كما هو، بل يعتقدون بما وافق وجهات نظرهم وعلومهم. ويُنهي شروحاته بذكر حكاية: وقد سأل أحد النظّار ممن يدّعون الحكمة بعض المحققين من أهل الوجود عن مسألة وأنا حاضر، وطلَبَتُه قعودٌ فأخذ المحقق يتكلم في تلك المسألة، فقال له الناظر هذا لا يصح عندي فبيّنه لي فلعلّ فيه غلطٌ، فعرف المحقق أن قوله واهٍ منه فسكت عنه من أجل الجدل والخصام، فهم لا يقولون به لما فيه من سوء أدب ورفع البركة، قال وقد تنازع أصحابه عنده "عندي لا ينبغي التنازع"، وقال ص: "رأيت ليلة القدر فتلاحى رجلان فرُفِعَت". فطريق الكشف والشهود لا يحتمل المجادلة، والردّ على قائله وحرمانه ردودٌ على المنكر، وصاحب الوجود مسعودٌ بما حصل عليه، فقام واحدٌ من طلبة ذلك الشيخ وأكّد للنظار أنّ المسألة التي أوردها سيدنا في غاية الإيضاح وصحيحة وإن لم أقدر على التعبير عنها، فقال الفقيه كلاما مليحا منمّقا حسن النسج تقبله العقول لأول وهلة فإذا وضعته في محكّ النظر وسيَّرته بالأدلة ذهب ولم يكن له وجود وكان باطلا محضا مثل هذه المسألة التي أوردها سيدنا الساعة، فسكت ذلك الشيخ عن الكلام فيها ولم يتفطّن الناظر لما قاله ما جرى على لسانه، وكان ذلك تعريفا لهذا المحقق بما في نفس ذاك الناظر ليمسك عن الكلام معه في مثل هذه الأمور.