هذا أنا. بالأحرى نحن. زملائي وأنا. أوركسترا الدولة. السيمفونية الثانية لبرامز. فعلا تخلب الألباب. كنا ستة في هذه الحفلة. مجموعة متوسطة. عموما نحن ثمانية عازفين. وأحيانا يأتينا دعم من الخارج ويرتفع عددنا إلى عشرة. ومرة كنا اثني عشر عازف باص، وهذا شيء عظيم، أقول لكم، هائل. فإن اثني عشر كونتراباص إذا عزفت معا، هذا من الناحية النظرية، لا يمكن لاوركسترا كاملة أن تتغلب عليها. لن تستطيع فيزيائيا. هنا سيكون على الآخرين أن يحزموا حقائبهم ويرحلوا. لكن لا أحد يقدر على العزف فعلا بدوننا. اسألوا أي أحد. سيؤكد لكم كل موسيقي طواعية، إن الاوراكسترا يمكنها أن تستغني عن المايسترو، لكنها لا تستغني عن الكونتراباص. كانت الاوركسترا تعزف مئات الأعوام دون المايسترو. المايسترو أيضا من الاختراعات المستحدثة في تاريخ الموسيقى. في القرن التاسع عشر. وأنا أيضا يمكنني أن أؤكد لكم، إننا نحن في اوركسترا الدولة، نعزف أحيانا خلاف المايسترو. أو نعزف دون أن نعيره أهمية. أحيانا نهمل المايسترو كليا، دون أن يلاحظ هو ذاته هذا. نتركه يهز عصاه في الهواء كما يريد ونعزف نحن ما نريد. لا نفعلها مع مدير قطاع الموسيقى. أما ما نفعله بمايسترو زائر، فحدث ولا حرج. هذه متعنا السرية. يصعب البوح بها. لكن كل هذا على الهامش ....
شارك