كاميران حوج

book cover

هذا الجسد

May 21, 2022

تبدأ القصة بكلمة وحيدة: "جريحة".

في هذه الكلمة تعبير كاف عن العوالم التي تنوي الكاتبة سبر أغوارها. امرأة لا اسم لها تعاني قبل سقوط جدار برلين مرضا خطيرا حيث تصبح كل خلية من جسمها كهفا وكل وريد واديا والدم نهرا جارفا. ورغم أن جسدها يعطيها إشارات واضحة على الضعف والوهن إلا أنها لا تأخذ هذه الإشارات على محمل الجد حتى ينهار الجسد. فولف تربط بذلك بين انهيار الجسد وانهيار الجدار. تخضع المريضة لكثير من الفحوصات والعمليات الجراحية حتى يتمكن الأطباء من تحديد بؤرة المرض. يكافحون لإنقاذ حياتها حتى يأتيها الدواء الشافي  من الناحية الأخرى للجدار، من الغرب.


وصف


From Books

جريحة

شيء يشكو بصمت، عاصفة من الكلمات تهب في وجه البكم الدؤوب على نشر ذاته، متزامن مع الغيبوبة. يطفو الوعي ويغطس في طوفان أسطوري. الذاكرة كأنها جزر متفرقة، تمخر بها إلى أصقاع لا تكفي الكلمات لبلوغها. هذا سيكون إحدى آخر أفكارها الواعية، نحيب فيها، وحولها. ولا من سامع للشكوى ولا مجيب. وحدهما المد والروح على الأمواه. خيالات منقطعة النظير. بحكم اللطف المعهود ترطن المريضة بلساها الثقيل المشلول: أن تكون نوابض سيارة الإسعاف بكل هذا السوء، جملة سرعان ما يلتقطها الطبيب، الجالس في كرسي الطوارئ إلى جانب محفتها، بحماسة، ببهجة غريبة. عار، يشدد عدة مرات، عار حقيقي، لقد ذهبت جميع الاحتجاجات أدراج الرياح. ثم ينبهها لألا تحرك ذراعها اليسرى. من الوعاء الشفاف المعلق على رأسها، والذي يترجرج على إيقاع سيارة الإسعاف، يتسرب سائل قطرة فقطرة عبر خراطيم إلى وريدها. الإكسير. إكسير الحياة. باليمنى عليها أن تتمسك بالمقبض المتدلي من سقف السيارة كي لا تتزحلق عن المحفة القاسية. يزداد الجرح إيلاما. يعلن الطبيب عابسا: هذا ليس غريبا في هذه الظروف. رحلة طويلة. صعود ونزول. هبوط. لئن تعلو استغاثة الشكوى وتعلو. تنطلق موجة أخرى، موجة عاتية، في الطوفان ذاته، تجرفني معها. الغطس. الانغماس. ظلام. سكون.


شارك


Kameran Hudsch

Copyright 2022 © DevCloud