كاميران حوج

book cover

المؤامرة، نظرية المؤامرة وأسرار 11 / 9

May 21, 2022

إحدى نظريات المؤامرة عن أحدث الحادي عشر من أيلول / سبتمبر في نيويورك


وصف


From Books

المقدمة:

   يتطرق هذا الكتاب إلى المؤامرات. ولأهدأ من روعكم أقول: إن المؤامرة من أكثر الأمور بداهة في العالم. لا يصدر صيتها السيئ وواقعة أن معظم الحكومات أصدرت قوانين ضدها، عنها ذاتها بقدر ما يصدر عن سوء استغلالها في غايات الجريمة.

   ويتطرق هذا الكتاب إلى نظريات المؤامرة. وإلى هذه ينظر كثير من أبناء عصرنا نظرة الريب، وحتى في هذا لا تدين نظرية المؤامرة بسوء الصيت إلى ذاتها قدر ما تدين إلى سوء استغلالها في الدعاية والغايات الديماغوجية. لكننا، كما سيظهر لنا أدناه، لن نتمكن من فهم عالمنا المعقد والمؤامراتي دون نظرية مؤامرة معقولة.

   وهذا كتاب يتطرق قبل كل شيء إلى المؤامرات ونظريات المؤامرة حول 11 أيلول/سبتمبر 2001. إذا لم يكن هذا التاريخ يدعوكم إلى مجرد التفكر في البرجين التوأمين المنهارين والمحترقين لمركز التجارة العالمية (متع)، بل وأيضا في التجريم المزعوم لجهة ما، فعليكم أن تتخلوا ولو على سبيل التجربة عن شيء ما، تبين بعد أوسع تحقيقات الشرطة في التاريخ أنه محض نظرية مؤامرة: أي العرض الرسمي للحدث. فبعد مرور حوالي عام عليه لا تتوافر ضد كبير المخططين المفترض أسامة بن لادن وعصبة "القاعدة"، من الأدلة أكثر مما توافر بعده بساعات: عمليا لاشيء.

   كما أن هذا الكتاب نوع من اليوميات حول الاعتداءات على "متع" والبنتاغون. فقد لذعتني صدمة 11 أيلول/سبتمبر وأنا في لجة العمل على هذا المؤلف وقلبته رأسا على عقب. بعد أن كان علي دراسة ذات المؤامرة في الأمثلة التاريخية والنظرية، جاءتني الفرصة لأتأمل فيها تأملا مباشرا في مجراه الطبيعي. أصبحت بحكم الصدفة نوعا من أنواع منتفعي الحرب، فقد منحتني هذه الكارثة وعواقبها الوخيمة موضوعا مباشرا وحيا لبحثي، ونشرت ملاحظاتي حولها ابتداء من 13 أيلول/سبتمبر بعنوان The WTC-Conspiracy  في المجلة الإلكترونية telepolis ، و ها أنا أعيد نشرها مطبوعة في هذا الكتاب.

    لست هنا بصدد تسويق نظرية مؤامرة خاصة حول 11 أيلول/سبتمبر. لا أعد بحلول سهلة، كما لا أعد بإيجاد لاقطة لكل ساقطة، لكن لهذه القراءة أن تقوم بشيء واحد، ألا وهو أن لا تعود تشتهي صحفة الدعاية التي يقدمها لك الطباخون وندل الإعلام في واشنطن، أن ترتاب بمحتوياتها وتبدأ بطرح الأسئلة وربما العثور على الأجوبة. وإن بهت، فإن أهم مائة سؤال MFQ: most frequenthly Question  حول 11 أيلول/سبتمبر تنتظرك في نهاية هذا الكتاب.

   وهذا الكتاب دعوة إلى  Anti-conspiracy-Conspiracy ، إلى مؤامرة على المؤامرة. إنه محاولة للغوص في علم المؤامرة ويعي العالم الميكروسكوبي ذاته على أنه رابطة من الاحتمالات، نتدارك فيها الحقيقة عبر المراقبة (استخلاص-الحقيقة) الدقيقة لكل حالة بذاتها. إنه يدعو إلى تحرير علم المؤامرة من منفاه الذي نفي إليه لاعتباره نظرية معرفية قذرة، غير محددة المعالم، واعتباره علم إدراك نقدي. وإن اُعتبر تقبل وجود مصالح وعقول مدبرة خفية خلف كل شيء وأي شيء قبل عدة قرون سذاجة وإيمانا بالخرافة، فإن من السذاجة في يومنا هذا عدم تقبل وجود مصالح ومدبرين خلف تظاهر وسائل الإعلام بالحقيقة.

    قبل عدة أعوام روى مساعد رئيس إحدى الجلسات في مجلس منتدى الاقتصاد العالمي في "دافوس"، موريس سترونغ، لأحد المراسلين الخطوط العريضة لرواية يود لو يكتبها. يجتمع كل عام في شباط/فبراير أكثر من ألف من Chief Executive Officers ، رؤساء الحكومات، وزراء المالية وكبار العلماء في دافوس لمناقشة سير شؤون العالم في العام التالي، "ما الذي سيحدث لو توصلت مجموعة صغيرة في هذه الحلقة الكبيرة إلى أن الدول الصناعية الكبرى أول من يهدد خير الأرض؟ .. وتقرر هذه المجموعة، حرصا على إنقاذ الكوكب، إن من واجبها العمل على انهيار الحضارة الغربية!"، حسب سترونغ الذي أسهب: "تتعاهد هذه المجموعة من زعماء العالم  على مؤامرة غايتها إنقاذ الاقتصاد العالمي من الغرق. الزمن شباط/فبراير وجميع أصحاب القرار مجتمعون في دافوس، والمتآمرون ينتمون إلى نخبة القيادات العالمية ولهم مكانتهم المرموقة في أسواق السلع والأسهم العالمية. ويروجون رعبا عالميا بواسطة وسائلهم التي يتمكنون بها من السيطرة على أسواق رأس المال، على شبكات الكمبيوتر واحتياطي الذهب، ثم يحولون دون إغلاق أسواق المال في جميع أنحاء العالم. يحاصرون حركة السوق، يستأجرون المرتزقة ليأخذوا باقي المشاركين في المؤتمر رهائن. تبقى الأسواق مفتوحة .. .". لا يستطيع المراسل إخفاء دهشته، فموريس سترونغ يعرف كل هذه النخبة العالمية حق المعرفة. إنه يجلس في مركز القوة وله أن يحوِّل كل هذا الخيال إلى واقع، يمسك عن السرد فينهيه: "ما كان علي أن أقول شيئا كهذا".

   يقتبس بروفسور علم الاجتماع في "مونستر" ه. ي. كريسمانسكي، هذا الفصل في صفحته الإلكترونية ليثير الانتباه إلى نوعية جديدة من العولمة: نشوء نخبة سلطوية فوق قومية، أقل عددا -في علاقتها بسكان الأرض- وأكثر سطوة   -مقارنة بعلاقات السلطة السابقة-، من جميع الطبقات التي سادت حتى الآن، لكن علوم الاجتماع والسياسة لم تنتبه إليها حتى تاريخه. لعلت القهقهة على نظرية المؤامرة الساذجة هذه، لو ادعى أحدهم قبل عدة عقود أن ثلة من عمالقة الرأسماليين يحكمون العالم سرا، أما اليوم فترتفع القهقهة -نظرا إلى شبكة رأس المال المالي العالمية ومركزة الاتحادات الاحتكارية- على من لازال يؤمن بمجازات مثل "المنافسة الحرة" و"اقتصاد السوق"، ولا يكتشف حتى للوهلة الثانية بنية مؤامرة ما. 

     ربما تكون التبديات المرضية لفكر المؤامرة قد ساهمت طويلا في عدم أخذ الموضوع بذاته، باعتباره عرَضا للبارانويا والعته ، مأخذ الجد فما بالك باستخراج منهج حصيف، وسيلة لإدراك الواقع، علم ارتيابي منه. على هكذا علم في المؤامرة أن يأخذ بعين الاعتبار حضور المؤامرة الدائب في النظام الحيوي، أي البحث والتمحيص في دور التآمر في ديالكتيك تطور التنافس والتعاون، وسيكون من وظيفته استخراج البنى والنماذج التي تتبادل المنفعة في ذلك العالم السفلي غير المتبلور وتقديم الأسس والمعايير الشاملة لواقعية نظريات المؤامرة قدر الإمكان.

 تمثل المؤامرات بالنسبة لعلم المؤامرة النقدي المادة المعتمة  لعصر المعلومات وتمثل نظريات المؤامرة  التصورات حول وضع وطرائق تأثير هذه المادة المعتمة، تلك التصورات القائمة على القرائن. لا يمكن البرهان على وجود مادة المؤامرة المعتمة إلا بشكل غير مباشر، تماما مثل البرهان على وجود النيوترونات والجزيئات النووية الأخرى، ففي اللحظة التي يراقبها المرء مباشرة أي يكشف عنها- تفقد طابعها التآمري. تنفذ قوانين الشواش في الفيزياء الكمية _المؤامرة المتضادة بين الجزيئات والموجات، بين قطة شرودينغر وفأرة آينشتاين- على مراقبة نظم المؤامرة: كلما ازداد المرء تأملا في أحد الأوجه، كلما أسرع وجه آخر في الانفلات من مجال الرؤية. كثيرا ما سنصطدم في معرض الكتاب بهذا التشوش،  لكن من الخطأ أن نتنكر، لهذا السبب، للصورة التي ستنشأ لدينا.

   سندنو في القسم الأول من هذا الكتاب من الموضوع في بعده التاريخي، وبدقة أكثر: من نظرة على المؤامرة العالمية الوحيدة الحقيقية ، مؤامرة البكتريا القائمة منذ أكثر منذ ملياري عام. فقد اتحد سادة العالم آنذاك _وحيدات الخلية- بطريقة تآمرية لتتمخض عن كثيرات الخلية. تقلب هذه المؤامرة العضوية كل تصوراتنا الآنية عن تطور الحياة رأسا على عقب وتكشف لنا بالإضافة إلى ذلك قناع الداروينية الجديدة على أنها ليست أكثر من نظرية مؤامرة. فليس الصراع والتنافس بالمفهوم الدارويني- وحدهما من عمل على نشوء وانتشار الحياة على هذا الكوكب، بل وعمل على ذلك مبدآن آخران أيضا، التآمر والتعاون.

    تضيق الفصول التالية الإطار التاريخي بشكل واضح وتلقي بعض الضوء على كيان المؤامرة الإنسانية في القرون الأخيرة، وكذلك على بنى وطرائق عمل المؤامرات ونظريات المؤامرة منذ ستالين وهتلر حتى عمليات CIA  السرية ومنذ مرابي المعبد والبنائين الأحرار حتى Federal Reserve Bank .

     خصص القسم الثاني من الكتاب، لنقل للتغطية الإعلامية المباشرة ويتضمن يوميات علم المؤامرة في صيغة المقالات التي ظهرت في المجلة الإلكترونية telepolis  منذ 12 أيلول/سبتمبر 2001 حتى نهاية آذار/مارس 2002. تركت هذه المقالات في صيغتها الأصلية ولم أختزل منها إلا بعض الأخطاء والعبارات المكررة. أما التصحيحات، الإضافات والتعليقات من وجهة نظر لاحقة _كان آخر رد فعل لي في هذا الكتاب بنهاية تموز/يوليو 2002- فقد ألحقتها بالنص الأصلي بخط مائل. أوردت تاريخ كتابة كل مقال في بدايته، أما تاريخ الإضافات فليس مهما جدا للمطالع.

   بداية لاحت طريقتي المؤامرتية في العرض صفيقة لا سميع لها ولا مجيب في سيل الهستيريا وتوافق وسائل الإعلام. بل وتمنى لي أحد الزملاء، في نفحة غضب، الموت مثل "لطخة من السمن على جدار ناطحة سحاب". ثم فوجئت بعدها، في خضم مراجعة الكتاب لإعداده للطباعة، بمدى براءة وشبه بداهة ما يرد فيه.

    ربما يتعلق الأمر بأثر المرآة العاكسة الذي عناه الكاتب ويليام س. بوروغرز الذي شبه الاتجاه السائد  في الوعي الحضاري ذات مرة برفيق سفر يراقب البراري  في المرآة العاكسة فقط، لايبالي بما يطرأ من الأمور غير المتوقعة، ويعتبر كل ما يلمح السائق، الذي ينظر إلى الأمام، إلى مروره دون أدنى أهمية، ثم يصرح بعد أن أصبح له رؤية التغييرات الطارئة في المرآة العاكسة وليس له أن ينكرها بعد: "إننا نعرف هذا، إنه ليس جديدا أبدا".

    أتمنى لكتابي مثل هذا الأثر وأتوقع طبعا أن يعتبره بعض المراقبين في المرآة العاكسة دون أدنى أهمية، مجنونا ولا يحمل على محمل الجد. وآمل رغم هذا أن يؤكد بعض أبناء عصرنا المتبصرين "لا شيء جديد هنا"، ويبدءوا بالاهتمام بهذه الحقائق المعلومة منذ الأزل. سيفتقد البعض الكثير ويفتقد الكثير البعض، لأن كل شيء مترابط ومتداخل في عالم المؤامرة. لا يمكنني للأسف تفادي هذا وأعلله بقدرة هذه الدورة الحيوية على الاستيعاب. لكن والحق يقال، وكي نجرجر قدم بوروغرز مرة أخرى، فإن مرضى البارانويا وحدهم يعرفون جميع الوقائع. هذا يعني أن رؤية مؤامراتية-نقدية، بخلاف الرؤية النفسية-البارانوية، لن تنتج قط لوحة واقعية ساذجة، إنما لوحة أقرب إلى التكعيبية والسريالية، وفي جميع الأحوال لوحة غير كاملة.

    حاولت في القسم الثالث من الكتاب رسم مخطط وتلخيص "أبحاثي الميدانية" في نظرية المؤامرة، حاولت بالأحرى تلمس طريقي في هذه الفوضى المعقدة ---حيث أن نظريات المؤامرة نظريات معكرونة، تتسخ أصابعك سواء أي خيط من خيوطها لمست-. كانت الاعتداء على "متع" حدثا ألفيا سيشغل أجيالا من المؤرخين والبحاثة ولا يزال إيماني يضعف يوما إثر يوم بأنها كانت مجرد عملية إرهابية "طبيعية". دونت في 12 أيلول/سبتمبر في ملاحظاتي: "ستكشف لنا فعاليات قوة النظام العالمي في الأيام القادمة إن كان هناك دافع ما لا يمكن تصوره، إن كان هناك إخراج عالي التقنية كما في بيرل هاربر"، وها الدوافع اتضحت، حتى لأكاد أتصور ما لا يعقل. إن عقم أضخم التحقيقات الجنائية في التاريخ، عدم البحث والتدقيق في أسباب فشل أجهزة المخابرات والدفاع ضد الإرهاب، تخدير الرأي العام بتهديدات الحرب وبث الرعب، باختصار إن الإخراج المتقن للمؤامرة العالمية القاعدية- اللادنية ومكافحة الإرهاب، لا يقود في النهاية إلا إلى نتيجة واحدة، ألا وهي أن كارثة 11 أيلول/سبتمبر ما كانت إلا مكيدة خطط لها بكل حذر ودقة.  ليست هناك حتى تاريخه أدلة قانونية قوية على الأيادي الخفية أو بن لادن، لكن الشبهات، القرائن ودوافع المشبوهين تكفي بجميع الأحوال لتتكفل محكمة مستقلة بدراستها. وعلى سبيل التذوق يكفي السؤال: ما الذي فعلته CIA  إن لم تكن متورطة؟.

    طبع أحد أكثر منظري المؤامرة دموية في القرن الماضي، جوزيف ستالين، سلوكيات الدولة البارانوية بطابعه: "لا أثق بأحد، ولا حتى بنفسي". تبدو لي هذه العبارة منطلقا نظريا للعمل على نظرية المؤامرة وبذلت جهدي كي لا أكون حمارا كبيرا أتبع الجزر الذي وضعته أمام عيني وحاولت الإلتزام قدر الإمكان بالقاعدة الذهبية التي وضعها المنظر الحكيم هاينز فون فوستر: "الحقيقة اختراع الكاذب". وفي هذا الكتاب تتوافر كثير من هكذا اختراعات، كلمات مثل "صحيح"، "حقيقي"، "مبدئيا"، "فعلا" وتجريدات وتعميمات مثل "طالبان"، "CIA" ، "الولايات المتحدة الأمريكية" و"صناعة النفط"، وليس في وسعي إلا أن أنصحك بعدم التخبط في هذه "الأكاذيب". إنها ليست أكثر من "اختراعات". لا تصدقني حتى لو ادعيت أني نقبت في الأمور أفضل تنقيب. وإن خطر على بالك في بعض المواقع: "نعم، هذا صحيح، هذا ما جرى فعلا"، فأيقظ المراقب الداخلي فيك واطرح السؤال رقم واحد في علم المؤامرة: "وما الذي يخفيه هذا؟".

    سيحقق هذا الكتاب نصف غايته إن استطاع أن يساهم في بعث بعض الشكوك، لكنه لا يقصد مجرد "التفكيكية" رغم أن هذه تفتح نافذة واسعة على البعيد، على المعقد ورعب الخراب عوض البناء المريح على الأبيض والأسود، الخير والشر، والصديق والعدو. كل هذا الجزع الذي ولِّد مع الاعتداء على متع، كل هذا الرعب الذي ينشر ويبعثر عبر رسائل انتراكس، عبر عشرات الرسائل المتفجرة في ريف الولايات المتحدة، كل هذه الهستريا التي تولَّد عبر التحذير من النيام والإعلانات شبه اليومية عن اعتداءات جديدة! إن كان الإرهابيون قد سعوا إلى غاية ما، فإنهم سعوا إلى هذا الرعب. وإن كان هناك ما سعت إليه العقول المدبرة للدعاية والتأثير الشامل، فقد سعت إلى رعي القطعان المرتعبة، المتوازية التي فقدت تفكيرها الفردي. وهنا أيضا يساعدنا السؤال: "ما الذي يخفيه هذا؟". فإن مجرد النظرة المؤامراتية: "يريد أحدهم أن يخيفني"، تكفي غالبا لإعطاء الجواب. إن رفع السحر عن الرعب والحصانة الذاتية ضد الفزع، يعملان على بعث الراحة في النفس ويفتحان المشهد خلف الكواليس، يفتحان المشهد على التلفيق والخدع والأحاييل وعلى الإرهاب القروي الساذج.

   لم ينقرض السحر والخرافة. ليس "سيد الخواتم" بالقادر على تحويل الأفكار الروح- إلى حقيقة مادة- في عالم خيالنا وحده، بل إن هذا يحدث في عالمنا الواقعي يوميا. تتلفظ الكريات الزجاجية الشاشات- بترانيم المناشدة. تُكتب الخزعبلات الكلمات السحرية- على الورق ويصلّى ملايين المرات. وبهذا تتحقق معجزة سحر الحقيقة من اللاشيء. تعبّأ المقولات على غرار "الإله"، "الوطن"، "الحضارة" وأمثالها بحيث تكسب قوة الواقع وتجمع خلفها الملايين، كي يصدعوا رؤوسهم في البحث عن "حقيقة" هذه المقولات و لايتركوا بعدها حجرا على حجر.

      انتباه، انتباه، Raider  تدعى الآن Twix  ويطلق على Infinite Justice  اسم Enduring Freedom. وحاليا في الأسواق "محور الشر".

   والآن مرحبا بكم في قطار الموت في القرن ال21. حذار: يريد الرقابة كل من يولد الفوضى. يريد تسويق الأمن كل من يخيف الآخرين. وغالبا ما تكمن المؤامرة حيث تُغلظ الأيمان. شدوا الحزام، فلن تكون الحرب العالمية الثالثة مجرد نزهة. ترقبوا وانتظروا ما لا يتخيل. لاشيء كما يبدو عليه. كل شيء يظهر كما يبدو لأنك تريده هكذا، أو كما تقول القاعدة التي ورثها Hippies  عن Hoppies  للتغلب على الخمول وإعادة سك الوعي والحقيقة: Free your mind and your ass will follow ! .

برلين 11 تموز/يوليو 2002. ماتياس بروكرز.


شارك


Kameran Hudsch

Copyright 2022 © DevCloud