إن كان رد فعل الجمهور على عمل ما معيارًا "لتحديد قيمته الجمالية"، فعندئذٍ سيُنظر إلى نزار قباني على أنه ممثل مجتمعه أو بالأحرى جمهوره. لم يكن هذا الجمهور صغيراً لأن شعريته ولغته اقتربت من عالم "فن الطهي" أو فن الترفيه"، و"الذي لا يتطلب تغييرًا في الآفاق، بل يكاد يلبي التوقعات التي يمليها الذوق السائد، من خلال إرضاء الرغبة في إنتاج الجميل المعتاد، تكرار الأحاسيس المألوفة، وفرض حدود على الرغبات المتخيلة، جعل التجارب غير عادية ممتعة كـ "حدث مثير" أو حتى طرح مسائل أخلاقية، ولكن فقط من أجل "حلها" بالمعنى البنائي كأسئلة مقررة". يعتبر قباني نفسه شاعرًا "يذوب" في الناس، ويكتب رغباتهم وأحلامهم على الورق ويلبي رغباتها، لأن "الجمهور يبحث في القصيدة دائمًا عن صورته ومثله". يُظهر استقبال أعماله مدى صدى أفكار قباني لدى الجمهور على وجه التحديد لأنه نقل تلك الأفكار بلغة بسيطة، لغة "كانت في آن واحد كلاسيكية وجذابة، مع نغمة طبيعية وصور بسيطة وكلمات منمقة ولكن صريحة". لم يتم إجراء تحليل الأسلوب اللغوي في سياق هذا العمل، لكن اختياره للكلمات هو أحد أسباب الانتشار السريع لقصائده، حيث كانت مكتوبة بلغة الجماهير وموجهة إليهم.
شارك