كاميران حوج

book cover

متاهة الجن

May 21, 2022

بعد مرور ستة عشر عاماً على مغادرتي للقرية، صادفت في السويد سيدة من قريتنا. جئنا على أيامنا السالفة في القرية، وسألتها عن ذلك المدرس وأوضاعه. فقالت لي إنه ما يزال في القرية لكنه أصيب بلوثة جنون! وحينما سمعت ذلك اجتمعت في رأسي فكرة هذا الكتاب الذي بين أيديكم، رواية متاهة الجن. كان ذلك عام 1985، عن مقدمة المؤلف للطبعة العربية


وصف

حكاية مدرس تصيبه حكايات القرية بالذهول عن الأحوال


From Books

نرجس، وبدون أن تتحدث مع أمها عن الموضوع ولو بكلمة يتيمة، لم تفكر حتى في الانعطافة الهامة لحياتها هذه. فهي البالغة ثمانية عشر عاماً لم تكن تعرف من الحياة، مثل باقي أترابها من بنات الرحّل، سوى أن تذهب إلى المراعي وتحلب الأغنام وهي تحرص على ألا تؤذي ضروعها، تحذر أثناء خض اللبن لكي لا تتناثر القطرات من القِرْبَة، تعمل لبناً خاثراً دون أن يصبح حامضاً. باختصارٍ كانت خالية البال وصافية مثل قطعة جبن بدوي.

ما تزال محافظة على براءتها، ومع إجابتها يرفع المدرس يده عن مقود سيارته العتيقة، ويزيحُ برؤوس أنامله خصلات شعرها الأشقر عن خدها قائلاً:

-       حقيقة أنا لا أعرف يا حمامتي إلى الآن ما الذي كنت تفكرين فيه وقتذاك. أعتقد أنك كنت تقولين في قرارة نفسك: ″هذا الأمر لن يتم″ كنت تشاطرين والدك الرأي قائلة: ″إن هذا معلم مدرسة من أهل المدينة وأنا بدوية من أهل الجبال" أليس كذلك؟

ترتسم علامات بهجة طفولية على شفتي نرجس. تحدق بعينيها الواسعتين في زوجها المدرس وترفع كتفيها. بحركتها تلك، تسري في جسد المدرس رعشة من مفرق رأسه حتى نهايات أصابع قدميه. فجأة يرثي لحال الحمامة البدوية مدركاً أن زوجته ما تزال إلى الآن لامبالية بالزواج ولا بنكهته. يغوص في قرارة نفسه ويقول


شارك


Kameran Hudsch

Copyright 2022 © DevCloud