May 21, 2022
15 / 6
سألني أبي: "ما الداعي للمدرسة؟ يوجد أكداس من المعلمين والمحامين". فقلت له إني أريد أن أصير صحفيا، غير أنه سخر مني قائلا إن هذه مهنة الفاشلين، الذين يقضون معظم النهار في المقهى وينشرون الأكاذيب، إنه لا يريد ابنا متسكعا مثل الصعاليك، يحرّف كلام الناس ويشيع عنهم الأكاذيب.
قال إننا مسيحيون وعلي أن أضع هذا في أذني كالحلق وإن فرصتي للعمل كصحفي ستكون أكبر لو كان اسمي محمد أو محمود. وعندما سألته لماذا، قال بصوت حزين إني سأفهم هذا الموضوع أيضا عندما أكبر.
تقول ناديا إنها تفضل الزواج بصحفي على الزواج بخباز، لكنها لن تحب أبدا شابا يعمل في المخابرات.
22 / 9
يروِّج الباعة المتجولون لبضاعتهم بأجمل الأوصاف، وأحيانا تكون غريبة. المعلمون الحقيقيون هم باعة الخضار والفواكه:
"كل عضة بغصة، يا سفرجل"
"عسل بكوزو يا تين"
"عسل يا تين عسل، والنحل قتله الحسد، يا بطيخ"
"بندوراتي تغندروا وطلعوا يتمشوروا"
الطرخون وحده ذو سمعة سيئة، وهو ما نراه كل يوم على الغداء: "يا خائن يا طرخون، زرعوك بحلب طلعت بحلبون". لماذا خائن؟ سألت أمي، فقالت إن الطرخون لا ينمو فقط حيث يُزرع، بل يزحف تحت الأرض ويطلع في حقول الجيران أيضا.
شارك